‫الرئيسية‬ كلمات خواطر ألا بذكر الله تطمئن القلوب
خواطر - 8 نوفمبر، 2020

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

مبارك عامر بقنه

أحيانا القلوب يصيبها قلق وخوف شديد، ويصيبها هم وغم وضيق وكرب، فما الحل؟

الحل يذكره الله تعالى لنا: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” .. فأكبر وأقوى سبب لانشراح الصدر وطمأنينته ذكر الله تعالى، والإكثار من ذكر الله.

ماذا أقصد بالإكثار بذكر الله؟
أقصد إن اللسان يكون دائما في حالة ذكر لله تعالى، فيذكر الله إذا دخل البيت أو دخل الحمام أو لبس لبسه أو ذهب لفراشه أو أكل أو شرب أو أي شيء يعمله يذكر الله عزوجل يذكر الله تعالى في كل أحواله.. المهم لا يكون في غفلة .. عندها يطمئن القلب، وينشرح الصدر، ويشعر بسعادة وارتياح عجيب.

ماذا يحدث لو غفل الإنسان عن ذكر الله تعالى؟
يحدث أن يجد الشيطان طريقا للقلب، ووظيفة الشيطان هو والوسوسة والتخويف، كما قال الله تعالى: “إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه …” يعني من غفل عن ذكر الله وقراءة القرآن تسلط عليه الشيطان وأصبح يلعب بمشاعره، فيخوفه، ويسوس له بالهموم والغموم.. فالشيطان شديد العداوة للإنسان، فالله تعالى يقول عن الشيطان: “قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين”. فلن يترك أي طريق حتى يضل الإنسان ويتعبه ويرهقه في حياته، ويصيبه من الوسوسة والهم والخوف ما الله به عليم.

لو قال شخص أنا لا أقدر أذكر الله تعالى، أشعر بضيقة شديدة وأجد صعوبة في الذكر.. فما الحل؟
الصعوبة التي يجدها الإنسان هي بسبب مدافعة الشيطان ووسوسته، أرأيت لو أن بيتا متسخا أليس هناك صعوبة في تنظيفه من القاذورات؟ بلا، لذلك إذا تسلط الشيطان على قلب الإنسان وأصبح يشعر بضيقة وهم وخوف، فعليه أن يجاهد نفسه ويصبر على المجاهدة ويستمر حتى يتنظف قلبه، ويذهب الشيطان من قلبه، فالصعوبة من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن هي في البدايات، فإذا صبر الإنسان واستمر في ذكر الله تعالى وفي قراءة القرآن بكثرة فإنه ما ليبث فترة بسيطة إلا وقد عاد ذكر الله تعالى يسر عليه هين، وانشرح صدره وذهب غمه وأعادت البهجة على محياه.

ومما يغفل عنه كثير من الناس، وخصوصا من أصيبوا بضيقة في الصدر وعدم انشراح وخوف وهم، هو الصلاة آخر الليل، فالصلاة في جوف الليل وإطالة السجود والدعاء بقلب منكسر في السجود مع كثرة الإلحاح في الدعاء، فإن الله تعالى يزيل همه ويذهب خوفه ويشرح صدره، فلا بد من فعل هذا لمن أراد انشراح صدره وذهاب غمه، مع التوكل على الله عز وجل، يقول الله تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”، فأنت تدعو وتلح على الله تعالى، وثق بالله تعالى أنه سيذهب ما أصابك وسيكشف كربك ويذهب عنك قلقك وخوفك ويمنحك هناء وطمأنينة في قلبك، فالله تعالى يقول” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. فهذه قاعدة السعادة وانشراح القلب.

Share this:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يا سلوة الخاطر

مبارك عامر بقنه إذا جنّ عليّ الليل أخذ الحنين يعصرني والشوق يؤرقني، فروحي قد تماهت بها لوع…