‫الرئيسية‬ قراءة في كتاب بين أدب الفيزياء وفيزياء الأدب
قراءة في كتاب - 22 أغسطس، 2020

بين أدب الفيزياء وفيزياء الأدب

مبارك عامر بقنه

بين أدب الفيزياء وفيزياء الأدب، تأملات غير معتادة، للدكتور نجم الحصيني

الكتاب لطيف لغير المتخصصين في الفيزياء وهو يبحث عن العلاقة بين الأدب والفيزياء. فبدأ المؤلف بمناقشة فلسفة الجمال ونظرية التوحيد الكبرى، فالجمال لدى الفيزيائيين هو التناظر، فكلما زادت نسبة التناظر كلما ازداد الجسم جمالاً، فالتناظر في الأشكال وفي أجسامنا وفي كل شيء تقريباً، فأطرافنا يمنة ويسرة متناظرة ما يضفي صبغة من الجمال الرائع، لقد كان هوس الفيزيائيين بمبدأ التناظر هو السر وراء اكتشاف أن الطبيعة “تحت قدر الله ومشيئته”. يقول بول ديراك أحد مؤسسي ميكانيكا الكم: “لا يخلو قانون فيزيائي من جمال رياضي”.

والجمال لدى الأدباء بارز بشكل واضح، نذكر منه قول إيليا أبو ماضي وكأنه أدرك مفهوم الجمال والتناظر:

 أيهذا الشاكي وما بك داء *** كن جميلاً تر الوجود جميلا

ثم تناول المؤلف الإعجاز الفيزيائي في القرآن الكريم، فتناول قوله تعالى “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” فجاءت النسبية العامة لتقول لابد أن يكون الكون في حالة تمدد دائم. ثم ذكر نظرية الانفجار العظيم وعلاقتها بقوله تعالى: “أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا”.

أخذ يتكلم عن آينشتاين ليصف عبقريته وقربه من الجنون، ويذكر مقولاته، فمن ذلك ما ذكره آينشتاين في تعريف الجنون: “هو أن تفعل الشيء مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة”. ومن مقولات آينشتاين الجميلة: “أهم شيء أن لا تتوقف عن التساؤل”. ويقول: “الشيئان اللذان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع إني لست متأكداً بخصوص هذا الكون..!” وأينشتاين لديه ثقة مفرطة بعقله فيقول: “إذا لم يوافق الواقع النظرية، غيّر الواقع!!” وعلماء الطبيعة يواجهون معاناة بين نظريتهم والواقع يلخصها آينشتاين: “كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية”. مع إنهم يقررون أن “الحقيقة هي ما يثبت أمام امتحان التجربة”.

وذكر مقولات كثيرة لأينشتاين ومنها مقولة الشهيرة: “أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة”!!!

لا تكون عبقريا وأنت لا تتمتع بمخيلة واسعة جدا “الخيال أهم من المعرفة”، فكان نتيجة الخيال “السفر عبر الزمن” إنها نظرية النسبية الخاصة التي وضعها آينشتاين، لقد أضاف للأبعاد الثلاثة بعدا رابعا وهو الزمن، فنشأ مصطلح الزمكان.

انتقل الكاتب بعد ذلك ليتحدث عن الذرة والليزر ونظرية الأوتار الفائقة وتخاطر الفوتونات بكلام علمي مبسط يدركه غير المتخصص بشكل واضح، وإن كان يتطلب خيالا لفهم بعض المسائل كمسألة تخاطر الفوتونات التي قال عنها المؤلف: “إننا يجب أن نسلم بأن ميكانيكا الكم مليئة بالحقائق التي يرفضها العقل لأول وهلة لأنها باختصار تتحدى المنطق المعتاد”.

Share this:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يا سلوة الخاطر

مبارك عامر بقنه إذا جنّ عليّ الليل أخذ الحنين يعصرني والشوق يؤرقني، فروحي قد تماهت بها لوع…