وسوسة في أقوال الناس

مبارك عامر بقنه

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من وسوسة حيث إن أشك دائما في أقوال وأفعال الآخرين. فما الحل؟

أخوك: م. عائض

وعليكم السلام ورحمة الله

أولاً: أسأل الله عز وجل لك العافية ، وان يقر عينك بالشفاء التام.

ثانياً: لا يمكن أن يكون الجواب تفصيلي لأن السؤال عام، فسيكون الجواب بنقاط عامة لعلها تفيدك بأذن الله تعالى.

أنت تقول عن نفسك أنك تعاني من وسوسة .. فأنت قد شخصت نفسك وعرفت الداء .. ومعرفة العلة نعمة من الله تعالى لأن الإنسان قد يبتلى ولا يعلم ما علته.

وأنا أخشى أي عبارة أو كلمة اكتبها تغير معناها وتفهمها بخلاف المراد بسبب الوسوسة التي تعاني منها.. فأنت قد سمحت لنفسك أن تشك وتوسوس في كل شيء .. وقد فتحت على نفسك بابا ومنفذا للشيطان كي يتسلط عليك ويجعلك تعيش في قلق .. فالشيطان كما قال عنه عليه الصلاة والسلام “قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم”، فهو لم يئس من الوسوسة والعبث في صدور الناس وإفساد نفوسهم وضمائرهم كي يعيشوا في حزن وهم وغم.

ولكي لا أطيل عليك .. اسمح لي أن أذكر لك بعض الطرق المعينة بإذن الله تعالى للتخلص من الوسوسة.

أولا: استعن بالله تعالى ، وألتجئ إليه ، وأكثر من الدعاء أن يرفع الله ما بك من بلاء.

ثانياً: لا تلتفت إلى حديث نفسك ، كلما تحدثك نفسك بشيء لا تلتفت إلى هذا الحديث ولا تصدقه مهما كان.

ثالثا: أحسن الظن بالآخرين، وانظر دوما للجانب الحسن، وليس للجانب السيء، فمواقف الناس تعتمد على درجة تفسيرنا لها، ففسر مواقفهم وأقوالهم تفسيرا حسنا، حتى وإن بدأ لك خلاف ذلك.

رابعاً: الوسوسة التي لديك لن تذهب ببساطة أو بسهولة .. فالأمر يحتاج إلى مجاهدة ومعاناة ، لذلك عليك أن تغير طريقة تفكيرك ورؤيتك للحياة والناس ، تعامل بطريقة مختلفة مع الناس، غير عاداتك للأفضل، ابتعد عن الحساسية المفرطة ، وخذ الحياة بسهولة ويسر ، فالحياة لا تستحق كل هذه المعاناة والألم، فالله قال عنها :” إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر .. ” فهي دار لعب ولهو.. فقلل من الجدية المفرطة وأخذ الأمور بدقة .. كن متجاوزا ومتسامحا .. كن دائما مطمئنا .. وكن مع الناس متسامحا .. وكن مع الله متعبداً .. نحن نخطئ عندما نضخم الأمور التي لا تستحق التضخيم .. فإن حدثتك نفسك عن أمر ما فقل لها: لا يهم . الأمر عادي جدا. وان شككت في الناس فقل لها: الناس خير مما أظن ولن أشك في أحد ..  لا تصدق وسوستك ولا تلتفت إليها ولا تهمك بشيء ..

أنا أعلم الأمر قد يطول ويتطلب جهدا جبارا لذلك لا تيأس، واستمر في مجاهدة نفسك .. عندها ستشرق لك الحياة من جديد ..

أخيرا: قد يتطلب منك الأمر الذهاب لطبيب أو مستشار نفسي كيف يقف على طبيعة حالك، لينظر هل ما تعيشه هو وسواس قهري أم لا.

Share this: